وسطية الإسلام بين الأديان

الوسط : العدول الخيار.

أولا : في توحيد الله وأسمائه وصفاته.

فاليهود : وصفوا الرب تبارك وتعالى بصفات النقص التي يختص بها المخلوق، وشبهوا الخالق بالمخلوق، فقالوا : (إنه بخيل، وأنه فقري) قال تعالى:{{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}}

والنصارى : وصفوا المخلوق بصفات الخالق التي يختص بها، و شبهوا المخلوق بالخالق، فقالوا: (إن الله هو المسيح، وأن الله ثالث ثلاثة).

ما المسلمون : فقد وحدوا الله عز وجل ، ووصفوه بصفات الكمال ، ونزهوه عن جميع صفات النقص ، أو أن يماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات ، وقالوا: ليس كمثله شيء ال في ذاته وال في صفاته.

ثانيا: في باب أنبياء الله تعالى ورسله عليهم السلام: 

اليهود: قتلوا الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس ورموهم بالكبائر.

والنصارى: غلوا فيهم ، فزعموا أن المسيح عيسى عليه السلام ابن الله، قال تعالى:{{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}}

أما المسلمون : فانزلوا الأنبياء والرسل عليهم السلام منازلهم ، وصدقوهم ولم يكذبوهم وأحبوهم ولم يبغضوهم ، و َ آمنوا بهم جميعا ً عبيد الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين ، ولم يعبدوهم أو يتخذوهم ً أربابا من دون اهلل تعالى.

وسطية أهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد

أولا : في توحيد أسماء الله وصفاته:

فمن أصولهم التي يدينون بها : إثبات ما ورد يف كتاب الله عز وجل أو في سنة رسوله من أسماء الله وصفاته، لا يفرقون بين أسماء اهلل وصفاته ولا بين بعض صفاته وبعض.

فهم وسط بين المعطلة الذين عطلوا صفات الخالق سبحانه وتعالى، وبني الممثلة الذين مثلوا صفات الخالق . سبحانه وتعالى .

section 003.png

ثانيا : في الأسماء و الأحكام:

الكبيرة: كل ذنب توعد عليه بغضب أو لعن أو حد.

المراد بالأسماء : أسماء الدين التي تطلق على المكلفين، مثل (مؤمن، مسلم، كافر، فاسق).

المراد بالأحكام : ما يترتب على هذه الأسماء والأوصاف من الثواب والعقاب.

فالخوارج : يقولون بكفر مرتكب الكبيرة، وأنه في الآخرة خالد في النار.

والمعتزلة : يقولون إن مرتكب الكبيرة في منزلة بين الإيمان والكفر، وهو في الآخرة خالد في النار.

والمرجئة : يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب، وفي الآخرة يدخل الجنة بإيمانه.

أما أهل السنة والجماعة : فيقولون في مرتكب الكبيرة: (مؤمن بإيمانه ، فاسق بكبيرته) ، وحكمه في الآخرة إذا مات ولم يتب داخل تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وأدخله الجنة دون عذاب ، وإن شاء  أدخله النار و عذبه بقدر ذنوبه ، ثم إنه لا يخلد في النار كالكفار ، بل لا بد أن يخرج منها ويدخل الجنة.قال تعالى{{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا}}